Thursday, September 19, 2019

لماذا خسر ليفربول أمام نابولي في دوري أبطال أوروبا؟

ترك فريق ليفربول مشجعيه حول العالم في دهشة بسبب الخسارة التي مني بها في أول مباراته في مشوار بطولة دوري أبطال أوروبا، أمام نابولي الإيطالي بهدفين دون مقابل.
وبهذا، تعد هذه الهزيمة السادسة لفريق ليفربول في آخر ثمانية مباريات ذهاب في بطولة دوري أبطال أوروبا.
كما يعد فريق ليفربول أول فريق يحمل لقب البطولة في موسم سابق ويخسر في مباراته الافتتاحية للبطولة التالية، منذ خسارة فريق إيه سي ميلان عام 1994.
وقال مارك لورنسون، مدافع ليفربول السابق ومحلل كرة القدم الإنجليزية، إن هزيمة الفريق الأحمر على يد نابولي الإيطالي تُعد "صفعة قوية" للفريق الإنجليزي، حامل لقب البطولة.
وأضاف أن فريق يورغن كلوب فاز بخمس مباريات منذ بداية الموسم الحالي للدوري الانجليزي، "حتى أنه كاد ينسى كيف تكون الخسارة".
وقال كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لنابولي: "نجحنا في تقديم كل ما هو جيد".
وأضاف: "كانت الاستراتيجية التي لعبنا وفقا لها هي أن نلعب طوال المباراة، وأن نضغط قدر الإمكان، لكن مع الحفاظ على عمق الدفاع إذا ما تطلب الأمر ذلك."
وأكد أن الفريق أظهر أداء جيدا وأنه لابد أن يعتاد اللاعبون على الاختلافات التي تطرأ على ظروف المباراة في كل لحظة.
وقال: "عندما كان ليفربول يسيطر على المباراة، دافعنا جيدا واستثمرنا الفرص. كانت مباراة متوازنة جدا، لذك كان أداؤنا جيدا لأني أدركت تماما أننا أمام أفضل فريق في أوروبا."
ويعود فشل فريق الريدز في الوصول إلى مرمى نابولي بكشل كبير إلى الأداء القوي الذي أظهره مدافع الفريق كاليدو كوليبالي، الذي تمكن من إيقاف العديد من هجمات الريدز.
وكان اللاعب السنغالي محل صراع بين عدة فرق أوروبية تسعى لضمه إليها في موسم الانتقالات الصيفية السابق.
وقد تمكن كوليبالي الذي شكل قلب دفاع الفريق الإيطالي من وقف عدة هجمات خطيرة للاعب محمد صلاح، وفيرمينو في مواجهات فردية مع كل منهما.
"أمر مؤلم"
في المقابل، رأى المدير الفني لليفربول يورغن كلوب إن ما حدث أمر "مؤلم، لأننا حظينا بفرص كثيرة وكانت المباراة مفتوحة وحافلة بالهجمات المرتدة التي لم نستغلها، لكننا لم نكمل أي من تلك الكرات وكانت تلك هي المشكلة".
وأضاف: "في الشوط الثاني كانت المباراة جامحة، كنا نعدو وهم أيضا يعدون بسرعة في الملعب".
وعن ضربة الجزاء التي سددها دريس ميرتنز في مرمى ليفربول، قال كلوب: "لا أعتقد أنها كانت ضربة جزاء صحيحة، لكن ماذا يسعني أن أقول؟ وأرى أن الكرة لا تستوجب ضربة جزاء، لقد قفز قبل أن يمسه أي شيء، لكن لا يمكن تغيير ما حدث".
وتابع كلوب: "قدمنا أداء جيدا، لكننا لم نحرز أهدافا. سيطرنا على المباراة للحظات، لكن لم تكن هناك فرص كثيرة بالاقتراب من النهاية. لذا قررنا الاعتراف بأننا قدمنا عرضا سيئا وأننا نتقبل النتيجة. وأغلب الظن أن الكرة الأخيرة كانت غير صحيحة.
يعتقد معظم الرؤساء التنفيذيين وأصحاب الشركات الناشئة أن الكفاءة الإنتاجية للموظف مرهونة بحماسه للعمل وتركيزه وطموحه وإخلاصه. فإذا كنا نتحلى بهذه السمات الأربعة، سنتمكن دائما من تحفيز أنفسنا لإنجاز المزيد من المهام، أو هكذا نعتقد.
لكن أبحاثا عن ساعات العمل أثبتت أن الإفراط في العمل يؤدي إلى تدني إنتاجية الموظف وليس رفعها. وربطت أبحاث بين طول ساعات العمل وبين زيادة معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري وغيره من الأثار السلبية على الصحة، وكل ذلك يؤثر على حجم الإنتاج.
وتوصل تحليل أجري في عام 2015 لبيانات العمال في المصانع في الظروف الاستثنائية إبان الحرب العالمية الأولى إلى بعض الأدلة التي قد تساعدنا في تحديد الحد الأقصى لساعات العمل الذي إذا تجاوزه الموظف تنخفض إنتاجيته.
كانت بريطانيا أثناء الحرب العالمية الأولى تحتاج لتصنيع العتاد الحربي على وجه السرعة، ولأن الكثير من الرجال كانوا يحاربون على الجبهة، استدعى الجيش النساء للخدمة في مصانع الذخيرة. وكانت مهام النساء في المصنع شاقة وخطيرة، من بينها عمل ثقوب في قطع السلاح قبل تجميعها ولف القطع المعدنية أثناء قطعها بالآلات.
وبتحليل البيانات، استطاع الباحثون احتساب ساعات العمل والإنتاجية بسهولة، لأن العاملات كن يعملن ساعات ثابتة ويؤدين نفس المهام.
واكتشف الباحثون أن الإنتاج كان يزيد كلما زادت ساعات العمل، لكن إلى حد معين. إذ بلغت معدلات الإنتاج ذروتها عند نحو 40 ساعة أسبوعيا، وبعدها أخذت في الانخفاض.
ويقول جون بينكافيل، أستاذ الاقتصاد بجامعة ستانفورد ومعد الدراسة: "إذا عمل الموظف 30 ساعة في الأسبوع بالفعل، تكون كل ساعة عمل إضافية مثمرة، إذ يكون الموظف أكثر قدرة على الإنتاج أو أفضل أداءً مقارنة بالعمل بعد 40 ساعة أسبوعيا".
وذكر بينكافيل في كتابه "المردود المتناقص للعمل: تبعات ساعات العمل الطويلة"، أن العاملات في مصانع الذخيرة كن يعملن أكثر من 50 ساعة أسبوعيا وأحيانا يصل الأمر إلى 72 ساعة. لكنهن حققن أعلى معدلات إنتاج في الأسابيع الت
وقد تنطبق هذه النتائج أيضا على الوظائف التي تتطلب جهدا فكريا، إذ أثبت الباحثون أن العمل لساعات طويلة ينعكس سلبا على أصحاب العمل والموظفين، ويؤدي إلى تراجع الإنتاج وفقدان القدرة على الابتكار والإبداع وتدني الجودة وضعف المهارات الاجتماعية.
لكن هذا لا يعني أن العمل لساعات طويلة لفترة مؤقتة للالتزام بموعد تسليم مشروع ما على سبيل المثال، لا طائل منه. فهناك مديرون تنفيذيون ورؤساء مخلصون يؤدون مهام مناصبهم بكفاءة رغم أنهم يعملون لساعات طويلة بانتظام. غير أن الكثير من الأبحاث تؤيد مزايا أسابيع العمل القصيرة لجميع العاملين.
وأثبتت دراسة نشرتها جمعية علم النفس الأمريكية أن عطلات نهاية الأسبوع وغيرها من الإجازات تساعد في التعافي من الضغوط النفسية الناتجة عن بيئة العمل، بحيث يعود الموظفون إلى العمل بذهن صاف.
وخلصت دراسة أجريت على موظفين إسرائيليين حصلوا على إجازة أسبوعين من العمل، إلى أن الإجازة أسهمت في تحسين الحالة المزاجية والنفسية لجميع الموظفين، حتى من كانوا يعانون من ضغوط نفسية شديدة قبل الإجازة. وذكر معد الدراسة أن: "الضغوط النفسية المزمنة التي يشعر المرء بأنه لا مفر منها تسبب الاحتراق النفسي".
وذلك لأن الذهاب للعمل ومزاولة المهام الوظيفية ينهك الموظفين، وتساعدهم أوقات الراحة في استعادة نشاطهم.
وتختلف المخاطر الصحية المهنية باختلاف طبيعة الوظيفة، فقد تجبر طبيعة العمل بعض الموظفين على العمل لساعات طويلة، كما هو حال العاملين في مجال الطوارئ أو البحارة أو عمال المناجم وسائقي الشاحنات والجراحين وأفراد أطقم الطائرات. وتركز الدراسات التي تجرى على العاملين في هذه المجالات على آثار الحرمان من النوم.
ي لم يعملن فيها لساعات طويلة.
وهذا يدل على أن قضاء وقت أطول من اللازم على مشكلة ما لن يسهم في حلها، بل قد يهدر نفقات التشغيل.
وتقوم الإجازات بدور كبير أيضا في تحسين الإنتاجية، إذ جمعت اللجنة المعنية بصحة العاملين في مصانع الذخيرة بيانات عن أوضاع العاملين الذين منعتهم ظروف الحرب من الحصول على عطلة نهاية الأسبوع. وذكرت اللجنة أن عدم الحصول على يوم راحة من العمل في الأسبوع يضر العاملين وأصحاب العمل على السواء. إذ لم يرتفع الإنتاج ولم يشعر العاملون بالرضا.
ولاحظ بينكافيل أن إنتاجية العاملين في مصانع الذخيرة انخفضت بنسبة تتراوح بين 13.5 و17 في المئة عندما عملوا أياما متواصلة دون الحصول على عطلة نهاية الأسبوع.
وكانت العاملات في المصنع يؤدين أعمالا يدوية ومتكررة، وكان عددهن يفوق عدد الرجال والشباب بأربعة أضعاف. وكن يتقاضين أجورهن بحسب المهمة وليس بالساعة.